 |
| الربح من فيسبوك ويوتيوب |
مقارنة بين أرباح فيسبوك ويوتيوب
في قلب الاقتصاد الرقمي الجديد، يقف صناع المحتوى على مفترق طرق حاسم، يواجهون سؤالاً استراتيجيًا قد يحدد مسارهم المهني بأكمله: أين يجب أن أستثمر وقتي وجهدي؟ في ساحة المحتوى المرئي، يبرز عملاقان لا ثالث لهما: يوتيوب، محرك البحث الفيديو الأضخم عالميًا، وفيس بوك، شبكة التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارًا. كلاهما يغري المبدعين بوعود الوصول إلى جماهير مليونيه وتحقيق أرباح مجزية، لكن خلف هذه الواجهة اللامعة يكمن عالمان مختلفان بقواعد وشروط وفرص متباينة.
هذا المقال ليس مجرد مقارنة سطحية، بل هو دليلك الشامل لفك شفرة تحقيق الدخل على كلتا المنصتين. سنغوص في تفاصيل الشروط، ونحلل واقعية الأرباح، ونكشف عن الفروقات الجوهرية التي يجب على كل صانع محتوى معرفتها قبل أن يقرر أين سيخوض معركته الإبداعية الكبرى. هل تبحث عن الانتشار السريع أم الأرباح المستدامة؟ الإجابة تكمن في السطور التالية.
سنقوم بعمل مقارنة بسيطة وسطحية لا تعتمد على الأثبات حتى نبسط لك الفرق بين الربح من فيسبوك وبين الربح من يوتيوب في 2025 وما هي الفروقات بين المنصتين واهما تستحق أن نركز عليها ونحاول أن نكسب منها در الإمكان.
شروط تحقيق الربح من صناعة المحتوى
إن أول عقبة تواجه صانع المحتوى هي "بوابة تحقيق الدخل". كل منصة تضع مجموعة من الشروط لضمان جودة المحتوى وجدية المبدعين. لنقارن بينهما بالتفصيل لنرى أيهما أسهل في التحقيق.
شروط الربح من يوتيوب (برنامج شركاء يوتيوب - YPP):
يوتيوب يعتمد على مسارين رئيسيين للانضمام لبرنامج الشركاء، مما يوفر مرونة أكبر للمبدعين:
للفيديوهات الطويلة:
1,000 مشترك: هذا هو الشرط الأساسي لبناء مجتمع حول قناتك.
4,000 ساعة مشاهدة علنية: يجب تحقيقها خلال آخر 12 شهرًا. هذا الشرط يضمن أن محتواك جذاب وقادر على الاحتفاظ بالمشاهدين.
للفيديوهات القصيرة (Shorts):
1,000 مشترك: نفس الشرط الأول.
10 مليون مشاهدة علنية على فيديوهات Shorts خلال آخر 90 يومًا. هذا المسار مصمم للمحتوى الفيروسي سريع الانتشار.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الالتزام بسياسات يوتيوب الصارمة، بما في ذلك إرشادات المنتدى وحقوق الطبع والنشر.
شروط فيسبوك (الإعلانات المضمنة في المحتوى):
فيسبوك يركز بشكل أكبر على دقائق المشاهدة والمتابعين على الصفحات العامة (وليس الحسابات الشخصية).
5,000 متابع: (تم تخفيضه مؤخرًا من 10,000 لتسهيل الأمر على المبدعين الجدد).
60,000 دقيقة مشاهدة إجمالية: يجب تحقيقها خلال آخر 60 يومًا. هذه الدقائق يمكن أن تأتي من الفيديوهات الطويلة، الفيديوهات القصيرة (Reels)، والبث المباشر.
نشر 5 فيديوهات نشطة على الأقل على صفحتك.
الإقامة في بلد مؤهل لبرنامج تحقيق الربح من فيسبوك.
الحكم الأولي: للوهلة الأولى، قد تبدو شروط فيسبوك أسهل في تحقيقها، خاصة شرط الـ 60,000 دقيقة في 60 يومًا، والذي يمكن الوصول إليه بسرعة إذا حقق أحد الفيديوهات انتشارًا فيروسيًا (Viral). طبيعة فيسبوك كشبكة اجتماعية تسهل مشاركة المحتوى وانتشاره بشكل أسرع من يوتيوب الذي يعتمد على البحث والاقتراحات. ومع ذلك، فإن بناء قاعدة متابعين حقيقية ومتفاعلة على فيسبوك قد يكون تحديًا مختلفًا.
لغز المليون مشاهدة: كم تساوي أرباحك فعليًا؟
هذا هو السؤال الأكثر إثارة للجدل، وإجابته ليست رقمًا ثابتًا. الأرباح لا تعتمد على عدد المشاهدات فقط، بل على مفهوم يسمى "RPM" (Revenue Per Mille) أو "العائد لكل ألف مشاهدة". هذا العائد يتأثر بعوامل متعددة أهمها:
الجمهور المستهدف: المشاهدات من دول ذات قوة شرائية عالية (مثل دول الخليج، الولايات المتحدة، وأوروبا) تحقق أرباحًا أعلى بكثير من المشاهدات من دول أخرى.
نوع المحتوى: المحتوى التعليمي، المالي، والتكنولوجي يجذب معلنين يدفعون أكثر، وبالتالي يكون الـ RPM الخاص به أعلى من محتوى الترفيه العام أو المقالب.
مدة الفيديو: الفيديوهات الأطول (أكثر من 8 دقائق على يوتيوب) تسمح بوضع فواصل إعلانية أكثر، مما يزيد من احتمالية الربح.
تقديرات الأرباح لمليون مشاهدة:
على يوتيوب: بالنسبة للمحتوى العربي، يتراوح العائد لكل مليون مشاهدة بشكل كبير جدًا. يمكن أن يبدأ من 250 - 500 دولار للمحتوى الترفيهي العام الموجه لجمهور متنوع جغرافيًا، وقد يصل إلى 1,500 - 4,000 دولار أو أكثر للمحتوى المتخصص الموجه لجمهور من دول الخليج. يوتيوب يمنح صانع المحتوى 55% من عائدات الإعلانات.
على فيسبوك: تميل أرباح فيسبوك إلى أن تكون أقل بشكل عام من يوتيوب لنفس عدد المشاهدات. مليون مشاهدة على فيسبوك قد تحقق ما بين 150 - 600 دولار في المتوسط للمحتوى العربي. يعود هذا جزئيًا إلى أن المشاهد على فيسبوك غالبًا ما يكون أقل تركيزًا وتفاعلًا مع الإعلانات مقارنة بمن يبحث بنشاط عن فيديو معين على يوتيوب. فيسبوك أيضًا يمنح المبدع 55% من عائدات الإعلانات.
الخلاصة: يوتيوب يتفوق بشكل واضح في إمكانات الربح من المشاهدات المباشرة، خاصة لصناع المحتوى الذين يبنون جمهورًا وفيًا ومحتوى عالي الجودة.
ما وراء الإعلانات: مصادر ربح إضافية
الربح لا يقتصر على الإعلانات. كلتا المنصتين توفران أدوات متنوعة لتوليد الدخل:
هنا، تتساوى الكفة إلى حد كبير، حيث يسعى كلا العملاقين لتوفير أدوات تمكن المبدعين من بناء علاقة مالية مباشرة مع جمهورهم.
عملة الدفع والخدمات اللوجستية
نقطة هامة يجب توضيحها:
العملة الأساسية: بشكل عام، تقوم كل من ميتا (فيسبوك) وجوجل (يوتيوب) بحساب وعرض الأرباح بالدولار الأمريكي (USD).
استلام الأموال: عندما يتم تحويل الأرباح إلى حسابك البنكي، يتم تحويلها إلى عملتك المحلية (مثل الجنيه المصري، الريال السعودي، أو الدينار العراقي) بسعر الصرف المعتمد من البنك في يوم التحويل. مؤخرًا، بدأت جوجل في بعض البلدان بإجراء عمليات الدفع مباشرة بالعملة المحلية، وهو تغيير يجب على صناع المحتوى الانتباه له.
الخلاصة: أين تضع بيضك الإبداعي؟
الاختيار بين فيسبوك ويوتيوب ليس مسألة "أفضل" أو "أسوأ"، بل هو قرار استراتيجي يعتمد على أهدافك ونوع محتواك. يوتيوب يظل "الملك" لتحقيق أرباح مستدامة وطويلة الأمد من محتوى دائم الخضرة يجذب المشاهدين عبر البحث. أما فيسبوك، فهو منصة ممتازة للانتشار الفيروسي السريع وبناء مجتمع تفاعلي بسرعة، وقد تكون شروطه أسهل للمبتدئين.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
س1: هل يمكنني نشر نفس الفيديو على فيسبوك ويوتيوب؟ ج: نعم، وهذا ما يفعله معظم صناع المحتوى لزيادة وصولهم. لكن، قد تحتاج إلى تعديل بسيط في الفيديو (مثل تغيير صيغة المقدمة أو طلبات التفاعل) ليناسب طبيعة كل منصة وجمهورها المختلف.
س2: أيهما أفضل للفيديوهات القصيرة (Reels vs. Shorts) من حيث الربح؟ ج: حاليًا، برنامج شركاء يوتيوب يوفر نموذج ربح أكثر وضوحًا واستدامة لفيديوهات Shorts من خلال مشاركة أرباح الإعلانات. برنامج مكافآت فيسبوك Reels لا يزال يعتمد على الدعوات والمكافآت التي قد لا تكون ثابتة، مما يجعل يوتيوب خيارًا أكثر استقرارًا على المدى الطويل.
س3: هل الربح متاح في جميع الدول العربية؟ ج: قائمة الدول المؤهلة تتوسع باستمرار. يوتيوب لديه تغطية أوسع بشكل عام. بالنسبة لفيسبوك، يجب عليك مراجعة قائمة البلدان المؤهلة لـ "الإعلانات المضمنة في المحتوى" بشكل دوري، حيث أن بعض الدول قد تكون مؤهلة لبعض الميزات (مثل النجوم) دون الأخرى (مثل الإعلانات).